كلام للمؤلف في آيات المقطع له صلة: الآية 1
ثم بين أنه غني عن طاعات المطيعين وأنها لا تفيد إلا أنفسهم فقال { وإن تكفروا فإن الله غنيّ عنكم } قال المعتزلة : في قوله { ولا يرضى لعباده الكفر } دليل على أن الكفر ليس بقضائه وإلا لكان راضياً به . وأجاب الأشاعرة بأنه قد علم من اصطلاح القرآن أن العباد المضاف إلى الله أو إلى ضميره هم المؤمنون . قال { وعباد الرحمن الذين يمشون } [ الفرقان : 63 ] { عيناً يشرب بها عباد الله } [ الدهر : 6 ] فمعنى الآية : ولا يرضى لعباده المخلصين الكفر . وهذا مما لا نزاع فيه . أو نقول : سلمنا أن كفر الكافر ليس برضا الله بمعنى أنه لا يمدحه عليه ولا يترك اللوم والاعتراض إلا أنا ندعي أنه بإرادته ، وليس في الآية دليل على إبطاله . ثم بين غاية كرمه بقوله : { وإن تشكروا يرضه لكم } والسبب في كلا الحكمين ما جاء في الحديث القدسي " سبقت رحمتي غضبي " وباقي الآية مذكور مراراً مع وضوحه .