الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري

صفحة 189

ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ ٢٠

وقوله سبحانه : { الذين آمَنُوا وَهَاجَرُوا وجاهدوا فِى سَبِيلِ الله بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ الله } [ التوبة : 20 ] .

لما حكم سبحانه في الآية المتقدِّمة بأن الصِّنفين لا يستوون ، بيَّن ذلك في هذه الآية الأخيرة ، وأوضحه ، فعدَّد الإِيمان والهجرة والجهاد بالمال والنفْس ، وحَكَم عَلَى أنَّ أهل هذه الخصالِ أَعظمُ درجةً عند اللَّه مِنْ جميع الخَلْقِ ، ثم حَكَمَ لهم بالفَوْزِ بِرَحْمَتِهِ ورضْوانه ، والفَوْزُ : بلوغُ البُغْيَةْ ، إمَّا في نيل رَغِيبَة ، أو نجاةٍ من هَلَكَة ، ويَنْظُرُ إِلى معنَى هذه الآية الحديثُ : ( دَعُوا لي أَصْحَابِي ؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً ، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نِصِيفَهُ ) ؛ ولأن أصحاب هذه الخِصَال علَى سيوفهم انبنى الإِسلام ، وتمهَّد الشرْعُ .