تفسير القرآن للمراغي

المراغي القرن الرابع عشر الهجري

صفحة 436

إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ ١٤

كلام للمؤلف في آيات المقطع له صلة: الآية 12

تفسير المفردات :

يكفرون بشرككم أي يجحدون بإشراككم إياهم وعبادتكم لهم ، ولا ينبئك مثل خبير : أي ولا يخبرك بالأمر مخبر مثل الخبير به .

الإيضاح :

ثم أكد ما سلف مبينا حقارة شأنهم وعظيم ضعفهم بقوله : ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم( أي وإن تدعوا هذه الآلهة من دون الله لا تسمع لكم دعاء ، لأنهم جماد لا أرواح لهم ولا سمعوا ما قدروا أن ينفعوكم ويستجيبوا لشيء مما تطلبون .

والخلاصة : كيف تعبدون من لا ينفع ولا يضر ، وتدعون من بيده النفع والضر ، وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون .

وبعد أن نفى المقتضي للعبادة ، وهو مجيء النفع والضر من قبلهم ، ذكر المانع من عبادتهم وهو كفرهم بهم يوم القيامة فقال :

( ويوم القيامة يكفرون بشرككم( أي وهم يوم القيامة يتبرؤون منكم ويقولون : ما كنتم إيانا تعبدون ، بل كنتم تعبدون أهواءكم وشهواتكم وما زينته لكم شياطينكم .

ونحو الآية قوله : ( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا 81 كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا( ( مريم : 81-82 ) .

ثم أكد صدق ما حكاه عنهم من أحوالهم بقوله :

( ولا ينبئك مثل خبير( أي ولا يخبرك عن أمر هذه الآلهة وعن أمر عبدتها يوم القيامة إلا ذو خبرة بأمرها وأمرهم ، وهو الله الذي لا يخفى عليه شيء كان أو سيكون في مستأنف الأزمان .