قوله تعالى : { ق والقرآن المجيد } إلى قوله : { فحق وعيد } الآيات [ 1- 14 ] .
روى عطاء والضحاك عن ابن عباس : أن ق اسم جبل محيط بالدنيا من زبر جدة خضراء وأن السماء عليه مقبية[64583] أقسم الله جل ذكره به[64584] .
وقال ابن عباس : " ق " و " ن " وأشباه هذا قسم أقسم الله به ، وهو اسم من أسماء الله[64585] .
وقال قتادة : اسم من أسماء القرآن[64586] ، وعنه : أنه اسم من أسماء السور[64587] ، والوقف على ق[64588] ، في هذه الثلاثة تقديرات ، حسن[64589] .
وقال الفراء : معنى ق ، " قفي الأمر والله " ، فاكتفى[64590] بالقاف عن الجملة كما قال : " قلت لها قفي لنا ، فقالت قاف " [64591] ، أي : قد وقفت[64592] ، أي : فاكتفى بالقاف عن الجملة[64593] ، وتقف على " قاف " في هذا القول إلا أن تجعله جوابا[64594] للقسم بعده فلا تقف عليه ، فإن أضمرت الجواب وقفت على قاف ، وكذلك التقدير في القول الذي بعده ، وهو قول مجاهد[64595] .
وقال مجاهد : قَ[64596] جبل محيط بالأرض[64597] ، وقيل : إنه من زمردة[64598] خضراء وإن خضرة[64599] السماء والبحر[64600] منه .
وقوله : { والقرآن المجيد } قسم ، والمجيد : الكريم .
وقيل : الرفيع القدر .
واختلف في جواب القسم ، فقيل[64601] : الجواب { بل عجبوا } لأن " بل " [64602] تؤكد وتوجب وقوع ما بعدها[64603] . مثل " أن " و " اللام " ، وقولك " لقد عجبوا و " بل عجبوا " واحد[64604] .
وقال الأعمش[64605] سعيد ، الجواب : قد علمنا ما تنقص الأرض ، أي : قد علمنا ذلك ، وهو قول الكسائي[64606] .
وقال الزجاج : الجواب محذوف ، والتقدير : والقرآن المجيد لتبعثن[64607] .
وقيل التقدير : والقرآن المجيد لتعلمن عاقبة تكذيبكم بالبعث[64608] ، ودل على ذلك ما حكى الله عنهم من قولهم { أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد }[64609] .
وقيل الجواب ( ق[64610] لأنه ) بمعنى قفي الأمر والقرآن المجيد[64611] .
وقيل الجواب ( ق ) : وعلى تقدير هو " ق " [64612] وهذا على قول ابن زيد ووهب[64613] بن منبه لأنهما قالا " قاف " اسم للجبل المحيط بالأرض[64614] .
وقيل الجواب { إن في ذلك لذكرى }[64615] .