ثم قال : { وشددنا ملكه } .
قال السدي : كان حرسه في كل يوم وليلة أربعة آلاف[58129] .
وذكر ابن عباس أن الله جل ذكره شدد ملكه[58130] هيبة لقضية قضاها في بني إسرائيل وذلك أن رجلا استعدى على رجل من عظمائهم فاجتمعا عند داود ، فقال المُسْتَعْدَى : إن هذا غصبني بقرا لي . فسأل الرجل عند ذلك فجحده ، فسأل الآخر البينة فلم تكن له بينة ، فقال لهما : قوما حتى أنظر في أمركما فقاما . فأوحى الله عز وجل إلى داود في منامه أن يقتل الرجل الذي ستعدي عليه . فقال : هذه رؤيا ولست أعجل حتى أتثبت ، فأوحى إليه مرة أخرى أن يقتله ، وأوحى إليه ثالثة ( أن يقتله )[58131] أو تأتيه العقوبة من الله عز وجل ، فأرسل داود إلى الرجل أن الله قد أوحى إليّ أن أقتلك ، فقال الرجل : تقتلني بغير بينة ولا تثبيت ! فقال له داود : نعم ، والله لأنفِّذن أمر الله عز وجل فيك . فلما عرف الرجل أنه قاتله قال له : لا تعجل علي حتى أخبرك ، إني والله ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت ولد[58132] هذا[58133] فقتلته فبذلك قُتِلتُ . فأمر به داود[58134] فَقُتِلَ . فاشتدت هيبته في بني إٍسرائيل لذلك وشد الله به ملكه[58135] .
ثم قال تعالى : { وآيتيناه الحكمة } .
قال السدي : هي النبوة[58136] .
وقال قتادة : الحكمة : السنة[58137] .
وقوله : { وفصل الخطاب } .
قال ابن عباس ومجاهد والسدي : فصل الخطاب : الفهم في علم القضاء[58138] .
وقال ابن زيد : أعطي فصل ما يتخاطب الناس به بين يديه في الخصومات[58139] .
وقال شريح[58140] : فصل الخطاب : الشاهدان على المدعي ، واليمين على المنكر ، وهو قول قتادة[58141] .
وقال الشعبي[58142] : يمين وشاهد[58143] ، وعن الشعبي : هو : أما بعد[58144] .