ثم شرع في بيان المعهود ، وكيفية ظهور نسيانه وفقدان عزمه ، فقال : { وإذ قلنا } أي : واذكر وقت قولنا { للملائكة اسجدوا لآدم } ، وتعليق الذكر بالوقت ، مع أن المقصود تذكير ما وقع فيه من الحوادث ؛ للمبالغة في إيجاب ذكرها ، فإن الوقت مشتمل على تفاصيل الأمور الواقعة فيه ، فالأمر بذكره أمر بذكر تفاصيل ما وقع فيه بالطريق البرهاني ، أي : اذكر ما وقع في ذلك الوقت منا ومنه ، حتى يتبين لك نسيانه وفقدان عزمه ، فقد أمرنا الملائكة بالسجود { فسجدوا } كلهم { إِلا إبليس آَبَى } السجود واستكبر ، أو فعل الإباء وأظهره .