الإيضاح :
( وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور( أي وإن استمر قومك على تكذيبك فيما بلغته إليهم من الحق المبين ، بعد أن أقمت لهم الحجج وضربت الأمثال ، فتأس بمن سبقك من الرسل فقد صبروا على ما أوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلماتنا .
وإلى الله مرجع أمرك وأمرهم فيجازيك وإياهم على الصبر والتكذيب .( وإن يكذبوك فقد كذبت رسل مكن قبلك وإلى الله ترجع الأمور4 يأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور5 إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير( ( فاطر : 4-6 )
المعنى الجملي : بعد أن ذكر الأصل الأول وهو التوحيد- ثنى بذكر الأصل الثاني وهو الرسالة وسلى رسوله على تكذيب قومه له بأنه ليس ببدع بين الرسل فقد كذب كثير منهم قبله ، فعليه أن يتأسى بهم ويصبر على أذاهم- ثم ذكر الأصل الثالث وهو البعث والنشور مع بيان أنه حق لا شك فيه ،وأنه لا ينبغي أن يقبلوا فيه وساوس الشيطان ، فإنه عدو لبني آدم ولا يرشدهم إلا إلى الذنوب والآثام التي توصلهم إلى عذاب النار ، وبئس القرار .