ولما كان المعلوم من السياق أن المراد من حديثهم ما حصل لهم من البطش لتكذيب الرسل لا سيما في البعث الذي السياق له ، وكان الواقع من بيانه بآيات موسى وصالح عليهما الصلاة والسلام أبين مما وقع بآيات غيرهم ممن تقدم زمنه على هذه الأزمنة[72530] ، وكانت أمة كل نبي[72531] من النبيين وأتباع فرعون تحوي أصنافاً من الخلق كثيرة ، حكي أن طليعته يوم تبع بني إسرائيل وغرق كانت ستمائة ألف ، أبدل من " الجنود " إعلاماً بأنهم أعداء[72532] الله قوله : { فرعون } وكذا أتباعه الذين كانوا أشد أهل زمانهم وأعتاهم وأكثرهم رعونة في دعوى الإلهية منه والتصديق منهم [72533]وكان هذا من عماوة قلوبهم مع ظهور علامات الربوبية السماوية والأرضية[72534] ، والرسوخ[72535] في التكذيب والسفه والخفة والطيش مع رؤية تلك الآيات العظيمة على كثرتها وطول زمنها حتى دخل البحر على أمان من الغرق مع أن[72536] خطر الغرق به في تلك الحالة لم يكن يخفى على من له[72537] أدنى مسكة من عقله فأغرقه الله ومن معه أجمعين ولم يبق منهم أحداً ، فلعنة الله عليه وعلى [72538]من كان معه من[72539] أتباعه [72540]وأتباعهم[72541] الطائفة الاتحادية العربية الفارضية الذين يكفي في ظهور[72542] كفرهم تصويبهم فرعون الذي أجمع على كفره جميع الفرق { وثمود * } الذين[72543] حملتهم الخفة على أن عقروا الناقة بعد رؤيتهم إياها تتكون[72544] من الصخرة الصماء غير مجوزين أن الذي خرق العادة بإخراجها[72545] ذلك يهلكهم في شأنها ، وقد جمع سبحانه بهما بين العرب والعجم والإهلاك بالماء الذي هو حياة كل شيء والصيحة التي هي أمارة الساعة ، وإنما كانت آياتهما[72546] أبين لأن آية ثمود ناقة خرجت من صخرة صماء ، ومن آيات موسى عليه الصلاة والسلام إبداع القمل الذي لا يحصى كثرة من الكثبان ، وإبداع الضفادع كذلك والجراد وإحياء العصا مرة بعد أخرى ، ولا شك عند عاقل أن من قدر على ذلك ابتداء من شيء لا أصل في الحياة فهو[72547] على إعادة ما كان قبل ذلك حياً أشد قدرة .