{ والملك } أي الجنس المتعارف بالملك { على أرجائها } أي جوانب السماء وأطرافها التي بقيت بعد الانشقاق { ويحمل عرش ربك } إضافة العرش إلى الله تعالى لتعظيمه ولاختصاصه بتجلي مخصوصة { فوقهم } الضمير يعود إلى الثمانية لتقدمها في المرتبة أو إلى الملائكة الذين هم على أرجاء السماء { يومئذ ثمانية } أي ثمانية أفلاك .
روى أبو داود والترمذي عن العباس بن عبد المطلب زعم أنه كان جالسا في البطحاء في عصابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيهم فمرت سحابة فنظروا إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تسمون هذه ؟ قالوا : السحاب ، قال : والمزن ؟ قالوا : والمزن ، قال : والعنان ؟ قالوا : والعنان ، قال : هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض ؟ قالوا : لا ندري ، قال : إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنان أو ثلاث وسبعون سنة والسماء التي فوقها كذلك حتى عد سبع سماوات ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعللاه وأسفله كما بين السماء
إلى السماء ثم فوق ذلك ثمانية أو عال بين أظلافهن ودركهن مثل ما بين سماء إلى سماء ثم على ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء ثم الله فوق ذلك )[5148] وروى البغوي هذا الحديث نحوه غير أنه ذكر ( ما بين السماء والأرض وكذا ما بين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكذا ما بين أعلى البحر وأسفله ) وإطلاق الأوعال ودركهن واختلاف المسافة باختلاف اعتبار السائرين والله تعالى أعلم ، قال البغوي جاء في الحديث أنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرون على صورة أوعال ما بين أظلافهم ودركهم كما بين سماء إلى سماء ، وجاء في الحديث أن الواحد منهم وجه رجل والآخر وجه أسد والآخر وجه ثور والآخر وجه نسر وروي عن ابن عباس أنه قال : يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية أي ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى .