فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن لزكريا الأنصاري

زكريا الأنصاري القرن العاشر الهجري

صفحة 1

إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٥

قوله تعالى : { وإياك نستعين } [ الفاتحة : 5 ) كرّر { إيّاك } [ الفاتحة : 5 ] لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم ، وهي قطع الإشراك بين العامِلَين ، إذ لو قال : «إيّاك نعبد ونستعين » لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد وإيّاك نستعين . . . أو إيّاك نعبد ونستعين  ! !

فإن قلتَ : إذا كان " نستعينك " مفيدا لقطع الاشتراك بين العامِلَين ، فلِمَ عدَل عنه مع أنه أخصر ، إلى " وإيّاك نستعين " ؟

قلتُ : عدل إليه ليفيد الحصر بين العاملين مع أنه أخصر .

فإن قلتَ : فلِم قدّم العبادة على الاستعانة ، مع أن الاستعانة مقدمة ، لأن العبد يستعين الله على العبادة ليعينه عليها ؟

قلتُ : الواو لا تقتضي الترتيب ، أو المراد بالعبادة التوحيد( [4] ) وهو مقدّم على الاستعانة على سائر العبادات .