الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري

صفحة 518

كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَأَصۡحَٰبُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ ١٢

ثم قال [64676] : { كذبت قبلهم قوم نوح } [ 12 ] [64677] أي : كذبت قبل قومك يا محمد قوم نوح .

{ وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد }

أصحاب الأيكة : قوم شعيب .

والرس : بير قتل فيها صاحب يس ، قاله الضحاك [64678] .

وقال كعب : أصحاب الأخدود ، وهم الذين أرسل إليهم اثنان وعزز بثالث ، قال : والرس : الأخدود [64679] .

قال قتادة : الأيكة : الشجر الملتف [64680] . [64681]

قال عبد الله بن سلام : كان تبع رجل من العرب ظهر على الناس فاختار فتية [64682] من الأحبار فاستبطنهم واستبطنهم واستدخلهم حتى أخذ منهم وتابعهم فاستنكر ذلك قومه وقالوا قد ترك دينكم وتابع الفتية [64683] فلما فشا [64684] ذلك قام الفتية [64685] فقالوا بيننا وبينهم النار تحرق الكاذب وينجو منها الصادق ففعلوا فعلق [64686] الفتية مصاحفهم في أعناقهم ثم غدوا إلى النار فدخلوها فانفرجت عنهم ثم دخلت [64687] الفرقة الأخرى فأحرقتهم فأسلم تبع ، وكان رجلا صالحا [64688] .

وقوله : { كل كذب الرسل } أي : كلهم كذب الرسل فوجب عليهم وعيد الله عز وجل [64689] وهو النقمة بالعذاب ، وهو تخويف من الله عز وجل [64690] لقريش أنهم إن تمادوا على كفرهم حتى عليهم الوعيد أيضا .