الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري

صفحة 518

أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ ٣

ثم قال تعالى[64625] حكاية عن قولهم[64626] أنهم قالوا : { أئذا متنا }[64627] ، وإنما هو جواب منهم لإعلام النبي صلى الله عليه وسلم[64628] ، أنهم يبعثون ،

فأنكروا ذلك فقالوا :

{ أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد } أي : أنبعث إذا كنا في قبورنا ترابا ؟ وقوله : { أئذا متنا } : إنما هو جواب منهم لإعلام النبي صلى الله عليه وسلم[64629] لهم أنهم يبعثون ويجازون بأعمالهم . .

ودل على ذلك قوله : { أن جاءهم منذر منهم } لأن المنذر أعلمهم أنهم يبعثون فأنكروا ذلك ، فقالوا[64630] : أئذا متنا وكنا ترابا[64631] ، واكتفى[64632] بدلالة الكلام على حكاية ما قال لهم المنذر وهو النبي صلى الله عليه وسلم[64633] .

وقيل : إنما أتى هذا الإنكار ولم يتقدم قبله شيء للجواب المضمر المحذوف ، والتقدير : والقرآن المجيد لتبعثن ، ففهموا ذلك فقالوا جزابا[64634] : أنبعث إذا كنا ترابا ، إنكارا للبعث[64635] .

وقيل : أن " أئذا متنا " جواب لما قيل لهم ، إذ أنكروا إتيان منذر منهم ، وقالوا هذا شيء عجيب ، فقيل لهم ستعلمون عاقبة إنكاركم إذا بعثتم بعد موتكم ، فقالوا منكرين : أئذا متنا وكنا ترابا نبعث[64636] .

ومعنى : { ذلك رجع بعيد } أي : ذلك بعث لا يكون[64637] .