مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي

النسفي القرن الثامن الهجري

صفحة 547

وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ ١٠

{ والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ } عطف أيضاً على { المهاجرين } وهم الذين هاجروا من بعده . وقيل : التابعون بإحسان . وقيل : من بعدهم إلى يوم القيامة . قال عمر رضي الله عنه : دخل في هذا الفيء كل من هو مولود إلى يوم القيامة في الإسلام ، فجعل الواو للعطف فيهما . وقرىء { لِلَّذِينَ } فيهما { يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا الذين سَبَقُونَا بالإيمان } قيل : هم المهاجرون والأنصار . عن عائشة رضي الله عنها : أمروا بأن يستغفروا لهم فسبوهم { وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ } حقداً { لِلَّذِينَ ءامَنُواْ } يعني الصحابة { رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ } وقيل لسعيد بن المسيب : ما تقول في عثمان وطلحة والزبير ؟ قال : أقول ما قولنيه الله وتلى هذه الآية .