قوله : { قُلُوبٌ } : مبتدأٌ ، و " يومئذٍ " منصوبٌ ب " واجفةٌ " ، وواجفة صفةُ القلوبِ ، وهو المُسَوِّغُ للابتداءِ بالنكرةِ و " أَبْصارُها " مبتدأٌ ثانٍ ، و " خاشِعة " خبرُه ، وهو وخبرُ الأولِ . وفي الكلامِ حَذْفُ مُضافٍ تقديرُه : أبصارُ أصحابِ القلوب . وقال ابنُ عطية : " وجاز ذلك ، أي : الابتداءُ بقلوب لأنَّها تخصَّصَتْ بقولِه : " يومئذٍ " . ورَدَّ عليه الشيخُ : بأنَّ ظرفَ الزمانِ لا يُخَصِّصُ الجثثَ ، يعني لا تُوصف به الجثثُ . والواجفةُ : الخائفةُ . يقال : وَجَفَ يَجِفُ وَجيفاً ، وأصلُه اضطرابُ القَلْبِ وقَلَقُه . قال قيسُ بن الخطيم :
إنَّ بني جَحْجَبَى وأُسْرَتَهُمْ *** أكبادُنا مِنْ ورائِهم تَجِفُ
/وعن ابن عباس : واجِفَةٌ : خائفةٌ ، بلغة هَمْدان . ويُقال : وَجَبَ وَجيباً ، بالباءِ الموحدةِ بدلَ الفاءِ .