الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري

صفحة 223

أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٣

{ أَمْ يَقُولُونَ افتراه } [ هود : 13 ] «أم » بمعنى : «بل » ، والافتراء أَخصُّ من الكذبِ ، ولا يستعملُ إِلا فيما بَهَتَ به المرءُ وكَابَر .

وقوله سبحانه : { قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وادعوا مَنِ استطعتم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صادقين } .

تقدَّم تفسير نظيرها ، وقال بعضُ الناس : هذه الآية متقدِّمة على التي في يُونُسَ ؛ إِذْ لا يصحُّ أَنْ يعجزوا في واحدةٍ ، ثم يكلَّفوا عشراً .

قال ( ع ) : وقائلُ هذا القولِ لم يَلْحَظْ ما ذكَرْناه مِنَ الفَرْقِ بين التكْليفين ، في كمال المماثَلَةِ مرةً كما هو في «سورة يونس » ، ووقوفها على النظْمِ مرَّة كما هو هنا ، وقوله : { إِن كُنتُمْ صادقين } : يريد في أَنَّ القُرآن مفترًى .