وقوله سبحانَهُ : { مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السمع وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } [ هود : 20 ] .
يَحْتَمِلُ وجوهاً :
أَحدُها : أَنه وصف سبحانه هؤلاء الكُفَّار بهذه الصفة في الدنيا ؛ علَى معنى أَنَّهم لا يسمعون سماعاً ينتفعُونَ به ، ولا يبصُرونَ كذلك .
والثاني : أنْ يكون وصفهم بذلك مِنْ أَجْلِ بِغْضَتِهِمْ في النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهم لا يستطيعُونَ أَنْ يحملوا نفُوسَهم على السَّمْعِ منه ، والنَّظَرِ إِليه .
«وَمَا » ؛ في هذين الوجهين : نافيةٌ .
الثالث : أنْ يكون التقديرُ : يضاعَفُ لهم العذابُ بما كانوا ، أيْ : بسبب ما كانوا ؛ ف«مَا » مصدريةٌ ، وباقي الآية بيِّن .