الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري

صفحة 224

أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ ٢٠

وقوله سبحانَهُ : { مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السمع وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } [ هود : 20 ] .

يَحْتَمِلُ وجوهاً :

أَحدُها : أَنه وصف سبحانه هؤلاء الكُفَّار بهذه الصفة في الدنيا ؛ علَى معنى أَنَّهم لا يسمعون سماعاً ينتفعُونَ به ، ولا يبصُرونَ كذلك .

والثاني : أنْ يكون وصفهم بذلك مِنْ أَجْلِ بِغْضَتِهِمْ في النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهم لا يستطيعُونَ أَنْ يحملوا نفُوسَهم على السَّمْعِ منه ، والنَّظَرِ إِليه .

«وَمَا » ؛ في هذين الوجهين : نافيةٌ .

الثالث : أنْ يكون التقديرُ : يضاعَفُ لهم العذابُ بما كانوا ، أيْ : بسبب ما كانوا ؛ ف«مَا » مصدريةٌ ، وباقي الآية بيِّن .