الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري

صفحة 221

وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ ٣

{ وَأَنِ استغفروا رَبَّكُمْ } [ هود : 3 ] أي : اطلبوا مغفرتَهُ ؛ وذلك بطلب دُخُولكم في الإِسلام ، { ثُمَّ تُوبُوا } من الكُفْرِ { يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا } ، ووصف المَتَاع بالحُسْنِ ؛ لطيب عيش المؤمن برجائِهِ في ثوابِ ربِّه ، وفَرَحِهِ بالتقرُّب إِليه بأَداء مفتَرَضَاته ، والسرورِ بمواعيِدِه سُبْحانه ، والكافِرُ ليس في شيء مِنْ هذا ، { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ } ، أي : كلَّ ذي إِحسان { فَضْلَهُ } ، فيحتملُ أنْ يعود الضميرُ من «فَضْلِهِ » على «ذي فضل » أي : ثوابَ فَضْلِهِ ، ويحتمل أنْ يعود على اللَّه عزَّ وجلَّ ، أي : يؤتى اللَّه فضله كلَّ ذي فضلٍ وعملٍ صالحٍ من المؤمنين ، ونَحْو هذا المعنى ما وعد به سبحانَهُ مِنْ تضعيف الحسنَاتِ { وَإِن تَوَلَّوا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ } ، أي : فقُلْ : إِني أخافُ عليكم عذابَ يوم كبيرٍ ، وهو يومُ القيامة .