الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري

صفحة 560

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَـٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ ٦

وقوله سبحانه : { يا أيها الذين آمَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } الآيةُ ، { قُواْ } معناه اجْعَلُوا وِقَايَةً بينكم وبينَ النارِ ، وقوله : { وَأَهْلِيكُمْ } معناه بالوَصِيَّةِ لهم والتقويم والحَمْلِ على طاعةِ اللَّه ، وفي الحديثِ : " رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَال : يا أهْلاَهُ صَلاَتَكُمْ ، صِيَامَكُمْ ، زَكَاتَكُمْ ، مِسْكِينَكُمْ ، يَتِيمَكُمْ " ( ت ) : وفي «العتبية » عن مالكٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ اللَّهَ أذِنَ لي أنْ أتَحَدَّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ ، إنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ لَمَخْفِقَ الطَّيْرِ سَبْعِينَ عَاماً " ، انتهى . وباقي الآية في غَايَةِ الوضوحِ ، نَجَانَا اللَّهُ مِنْ عَذَابه بِفَضْلِه .