تفسير القرآن للمراغي

المراغي القرن الرابع عشر الهجري

صفحة 434

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ٣

( يأيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون( ( فاطر : 3 ) .

المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أنه وحده هو المنعم بما يشاهده كل أحد في نفسه- أمر بذكر نعمه بالاعتراف بها والشكر عليها .

تفسير المفردات : أنى تؤفكون : أي كيف تصرفون عن توحيد الخالق ، مع الاعتراف بأنه وحده هو الرازق . وتشركون المنحوت : بمن له الملك والملكوت .

الإيضاح : أيها الناس راعوا نعم الله ، واحفظوها بمعرفة حقها والاعتراف بها ، وخصوا خالقها بالعبادة والطاعة فهو الذي بيده أرزاقكم وأقواتكم ، فإلي أي وجه تصرفون عنه بعد أن استبان الحق ، ووضح السبيل .

والخلاصة : احفظوا نعم الله وأدوا حقها ، ولا تشركوا به سواه من الأصنام والأوثان ، بعد وضوح الدليل وسطوع البرهان .