جهود الإمام الغزالي في التفسير

أبو حامد الغزالي القرن السادس الهجري

صفحة 1

إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٥

{ إياك نعبد وإياك نستعين }[31]

18- يشتمل على ركنين عظيمين :

أحدهما : العبادة مع الإخلاص بالإضافة إليه خاصة ، وذلك هو روح الصراط المستقيم كما تعرفه في كتاب " الصدق والإخلاص " [32] وكتاب " ذم الجاه والرياء " [33] من كتاب " الإحياء " .

والثاني : اعتقاد أنه لا يستحق العبادة سواه ، وهو لباب عقيدة التوحيد وذلك بالتبري عن الحول والقوة ، ومعرفة أن الله منفرد بالأفعال كلها ، وأن العبد لا يستقل بنفسه دون معونته .

فقوله : { إياك نعبد } إشارة إلى تحلية النفس بالعبادة والإخلاص ، وقوله : { وإياك نستعين } إشارة إلى تزكيتها عن الشرك والالتفات إلى الحول والقوة .

وقد ذكرنا أن مدار سلوك الصراط المستقيم على قسمين :

أحدهما : التزكية بنفي ما ينبغي .

والثاني : التحلية بتحصيل ما لا ينبغي ، وقد اشتمل عليهما كلمتان من جملة الفاتحة .