الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري

صفحة 453

إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ١٤

ثم قال : { إن كل إلا كذب الرسل } أي : ما كل هؤلاء الأمم إلا كذب الرسل فيما جاؤوهم به .

{ فحق عقاب } أي : وجب عليهم عقاب الله تعالى ثم قال تعالى : { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق } أي : وما ينتظر هؤلاء المشركون بالله سبحانه إلا صيحة واحدة – وهي النفخة الأولى في الصور – ما لها من فتور ولا انقطاع .

وروى أبو هريرة[58089] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما فرغ الله من خلق السماوات والأرض خلق الصور وأعطاه إسرافيل . فهو واضعُه على فيه ، شاخص بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر " . قال[58090] أبو هريرة : يا رسول الله ، وما الصور ؟ قال : قَرْنٌ . قال : وكيف هو ؟ قال : قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات : نفخة الفزع ، فيفزع أهل السماوات ، وأهل الأرض إلا من شاء الله . ويأمره الله فيديمها ويطوِّلها فلا تفتر .