تفسير ابن أبي حاتم الرازي

ابن أبي حاتم القرن الرابع الهجري

صفحة 1

صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧

قوله : { صراط الذين أنعمت عليهم }

به عن ابن عباس : { صراط الذين أنعمت عليهم } يقول : طريق من أنعمت عليهم . قوله تعالى : { أنعمت عليهم }

وبه عن ابن عباس : قوله : { أنعمت عليهم } يقول : الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء الذين أطاعوني وعبدوني .

والوجه الثاني :

حدثنا أبي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { صراط الذين أنعمت عليهم } قال : هم المؤمنون .

قوله : { غير المغضوب عليهم }

والوجه الثاني :

حدثنا علان بن المغيرة المصري ، ثنا احمد بن حنبل ، ثنا محمد بن جعفر غندر ، ثنا شعبة قال : سمعت سماك بن حرب يقول : سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : المغضوب عليهم : اليهود ، ولا الضالين : النصارى . قال أبو سعيد : ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافا .

قوله تعالى : { ولا الضالين }

حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي ، أنبأ عمرو بن أبي قيس ، عن سماك بن حرب ، عن عباد بن حبيش ، عن عدي بن حاتم قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال : إن اليهود مغضوب عليهم ، والنصارى ضُلاّل .

حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن العلاء أبو كريب ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا بشر بن عمارة ، ثنى أبو روق عن الضحاك ، عن عبد الله بن عباس : وغير طريق الظالمين ، فهم النصارى الذين أضلهم الله بعزيتهم عليه ، يقول : فألهمنا دينك الحق ، وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له حتى لا تغضب علينا كما غضبت على اليهود ، ولا تضلنا كما أضللت النصارى فتعذبنا كما تعذبهم . يقول : امنعنا من ذلك برفقك ورحمتك ورقتك وقدرتك . قال أبو محمد : ولا أعلم في هذا الحرف اختلافا بين المفسرين .