تفسير القرآن العظيم للتستري

التستري القرن الثالث الهجري

صفحة 1

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ١

قال أبو بكر : سئل سهل عن معنى : «بسم الله الرحمن الرحيم » فقال :

الباء بهاء الله عز وجل . والسين سناء الله عز وجل . والميم مجد الله عز وجل . [23]

والله : هو الاسم الأعظم الذي حوى الأسماء كلها ، وبين الألف واللام منه حرف مكنى غيب من غيب إلى غيب ، وسر من سر إلى سر ، وحقيقة من حقيقة إلى حقيقة . ولا ينال فهمه إلا الطاهر من الأدناس ، الآخذ من الحلال قواما ضرورة الإيمان .

والرحمن : اسم فيه خاصية من الحرف المكنى بين الألف واللام .

والرحيم : هو العاطف على عباده بالرزق في الفرع والابتداء في الأصل رحمة لسابق علمه القديم .

قال أبو بكر : أي بنسيم روح الله اخترع من ملكه ما شاء رحمة لأنه رحيم . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «الرحمن الرحيم » اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر[24] ، فنفى الله تعالى بهما القنوط عن المؤمنين من عباده .

ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ٢

قال سهل : معنى : { الحمد لله } [ 2 ] الشكر لله ، فالشكر لله هو الطاعة لله ، والطاعة لله هي الولاية من الله تعالى كما قال الله تعالى : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } [ المائدة : 55 ] ولا تتم الولاية من الله تعالى إلا بالتبري ممن سواه . ومعنى : { رب العالمين } [ 2 ] سيد الخلق المربّي لهم ، والقائم بأمرهم ، المصلح المدبر لهم قبل كونهم ، وكون فعلهم المتصرف بهم لسابق علمه فيهم ، كيف شاء لما شاء ، وأراد وحكم وقدر من أمر ونهي ، لا رب لهم غيره .

ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ٣
المفسر لم يفسر هذه الآية؛ يمكنك الاستعانة بتفاسير أخرى
مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ٤

{ ملك يوم الدين } [ 4 ] أي يوم الحساب ،

إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ٥

{ إياك نعبد } [ 5 ] أي نخضع ونذلّ ونعترف بربوبيتك ونوحدك ونخدمك ، ومنه اشتق اسم العبد . { وإياك نستعين } [ 5 ] أي على ما كلفتنا بما هو لك ، وإليك المشيئة والإرادة فيه ، والعلم والإخلاص لك ، ولن نقدر على ذلك إلا بالمعونة والتسديد لنا منك ، إذ لا حول لنا ولا قوة إلا من عندك .

ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ٦

فقيل له : أليس قد هدانا الله إلى الصراط المستقيم ؟ قال : بلى ، ولكن طلب الزيادة منه كما قال : { ولدينا مزيد } [ ق : 35 ] فكان معنى قوله : «اهدنا » : أمددنا منك بالمعونة والتمكين . وقال مرة أخرى : «اهدنا » معناه أرشدنا إلى دين الإسلام الذي هو الطريق إليك بمعونة منك ، وهي البصيرة ، فإنا لا نهتدي إلا بك ، كما قال : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } [ القصص : 22 ] أي يرشدني قصد الطريق إليه .

قال : وسمعت سهلا يحكي عن محمد بن سوار عن سفيان عن سالم عن أبي الجعد عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقول الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل . قال : فإذا قال العبد : «الحمد لله رب العالمين » قال تعالى : حمدني عبدي ، فإذا قال : «الرحمن الرحيم » قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : «مالك يوم الدين » يقول الله : فهذه الآيات لي ولعبدي بعدها ما سأل ، وإذا قال : «إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم » إلى آخره يقول الله عز وجل : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل »[25] .

قال سهل : معنى قوله : «مجدني عبدي » أي وصفني بكثرة الإحسان والإنعام .

صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ٧
المفسر لم يفسر هذه الآية؛ يمكنك الاستعانة بتفاسير أخرى